كتاب: سير أعلام النبلاء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: سير أعلام النبلاء



فلما سمعوا لغتي (1) أناخ رجل منهم بعيره فجعلني خلفه حتى أتوا بي بلادهم فباعوني واشترتني امرأة من الأنصار فجعلتني في حائط لها.
وقدم رسول الله-صلى الله عليه وسلم- فأخبرت به فأخذت شيئا من تمر حائطي وأتيته فوجدت عنده ناسا وإذا أبو بكر أقرب الناس إليه فوضعته بين يديه.
فقال: (ما هذا؟).
قلت: صدقة.
فقال: (كلوا) ولم يأكل.
ثم لبثت ما شاء الله ثم أخذت مثل ذلك وأتيته به فوجدت عنده ناسا فوضعته بين يديه.
فقال: (ما هذا؟).
قلت: هدية.
فقال: (باسم الله) وأكل وأكل القوم.
فقلت في نفسي: هذه من آياته.
كان صاحبي رجلا أعجميا لم يحسن أن يقول تهامة فقال: تهمة.
قال: فدرت من خلفه ففطن لي فأرخى ثوبه فإذا الخاتم في ناحية كتفه الأيسر فتبينته ثم درت حتى جلست بين يديه فقلت:
أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله.
قال: (من أنت؟).
قلت: مملوك وحدثته حديثي وحديث الذي كنت معه وما أمرني به.
قال: (لمن أنت؟).
قلت: لامرأة من الأنصار جعلتني في حائط لها.
قال: (يا أبا بكر!).
قال: لبيك.
قال: (اشتره).
فاشتراني أبو بكر فأعتقني فلبثت ما شاء الله ثم أتيته فسلمت عليه وقعدت بين يديه فقلت: يا رسول الله! ما تقول في دين النصارى؟
قال: (لا خير فيهم ولا في دينهم).
فدخلني أمر عظيم وقلت في نفسي: الذي أقام المقعد لا خير في هؤلاء ولا في دينهم.
فانصرفت وفي نفسي ما شاء الله وأنزل الله على نبيه: {ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون} [المائدة: 82].
فقال النبي-صلى الله عليه وسلم-: (علي بسلمان).
فأتاني الرسول وأنا خائف
__________
(1) تحرفت في المطبوع إلى " نعتي ".